العناية بالطفل

أهمية قراءة قصص ما قبل النوم للأطفال

موعد قراءة القصة ما قبل النوم … وقت ثمين لا يقدر بثمن للأبناء و الوالدين أيضا , له العديد من الفوائد النفسية و العقلية كما أنه من أفضل الأوقات المفيدة و الممتعة التي يمكن استثمارها في توطيد العلاقات بين أفراد الأسرة . اذا كنت مهتما بمعرفة تفاصيل و معلومات أخرى عن أهمية قراءة القصص ما قبل النوم للأطفال , فتابع معنا الآن … 

فوائد قراءة القصص للأطفال ما قبل النوم :

فوائد القراءة بصفة عامة لا تعد و لا تحصى فهي من أفضل العادات التي يكتسبها الانسان في حياته , فالشخص الذي يقرأ يعتبر من ضمن الشخصيات الواعية المثقفة الناجحة , و الذي يرى الحياة من زوايا عديدة مختلفة , هو نفسه الذي يستطيع ايجاد حلول لمشاكله و يخرج بجكمة و وعي من أزماته , هو الذي يؤمن أن الانسان خلق ليكتشف ليتعلم ليزيد تنمية و تطوير قدراته فهو يؤمن أن حياة واحدة لا تكفيه يريد الاستطلاع أكثر ليعيش حياة أفضل . و هذا ما نطمح أن نكون عليه نحن اولا ثم ترسيخه و تعليمه لأطفالنا , خاصة في هذا العصر الذي سيطرت عليه التكنولوجيا بتقنياتها و أجهزتها العملاقة و لم يعد للكتاب أثر لا في بيوتنا و لا في عقولنا . 

لكن ما دامنا “أمة اقرأ ” مادام الأمل و التفاؤل لايزالان ينبضان في قلوبنا , يمكننا التدارك يمكننا الاصلاح ولو بخطوات بسيطة جدا , لذلك اخترنا لكم اليوم موضوع القراءة مع الأطفال لنبين لكم اهمية هذه الأوقات , فان كنا آباء مشغولين دوما … ترى ماذا يفقد أطفالنا بغياب قصة قبل النوم ؟ 

قراءة القصص تعتبر أرضية أساسية صلبة لتكوين شخصية واعية مثقفة معنويا و معرفيا ووجدانيا ايضا , تفتح الآفاق تزيد الوعي و الادراك و الابتكار و التخيل, تكون حصادا أكاديميا لغويا . و غيرها من الفوائد …

لذلك جعل عادة القراءة جزئا من الروتين اليومي للطفل منذ ولادته مهم جدا في التنشئة الصحيحة . و لعل وقت ما قبل النوم يكون جدا مناسب لقراءة قصة او سماع تهويدات يربطها هذا الكائن الصغير بوقت الراحة و الهدوء . و بذلك ترتبط العادة بالسلوك فتراه هادئا مسترخيا مركزا اثناء وقت القراءة .

فضلا عن ذلك , فان عادة القراءة ما قبل النوم تعطي للجسم و الدماغ انذرا بحلول موعد الراحة و النوم بدلا من المكوث أمام التلفاز و أجهزة النكنولوجيا التي تبعث أشعة تمنع النوم و الراحة و تصرف انتباه الطفل بتشتيته عن معاد نومه .

اضافة الى أن قصة ما قبل النوم تؤثر على الجانب العاطفي لذلك مهم جدا اختيار القصة . لذا اختر قصة سعيدة تجعل طفلك يحلم بمستقبل زاهر و مشرق كي يستيقظ نشيطا متفائلا .

فوائد اخرى لا يمكننا تجاوزها حتى و ان كانت على المدى البعيد كالتخفيف من الضغوط النفسية و الوقاية من الزهايمر و الاكتئاب و التحسين في الوظائف الادراكية …

من بين الفوائد الأخرى لقراءة القصص قبل النوم : 

  • بعد يوم طويل مشحون بالضغوطات و الواجبات و المشاكل , فان وقت قراءة القصة من أجمل الأوقات و أمتعها بالنسبة للطفل و للوالدين أيضا , و هي من أجمل الفرص للاسترخاء وقضاء وقت جميل و مفيد مع طفلك يكون له ذكرى جميلة آخر نهاره , وهي من أهم الفرص المفيدة لتوطيد العلاقات .

  • في كل قصة مهما كانت بسيطو و كلماتها معدودة فانها تعتبر فرصة قيمة لنقل المعرفة و تعلم أشياء جديدة و مفردات جديدة أيضا , و كذلك هي مناسبة جيدة لتعلم دروس الحياة كالقيم و المبادئ الأخلاقية أوكالتفكير في حلول للخروج من المشاكل و الأزمات و غيرها من الدروس الحياتية. 

 

  • بالمواظبة على عادة القراءة ما قبل النوم , فانه لا شك أنك تساعد طفلك على تنشيط خياله و تدفعه لتنمية قدراته الابداية من خلال التصور و التخيل . اضافة الى ذلك فانه كما وضحنا سابقا أن القراءة من أفضل و أهم العادات التي يجب على الانسان ادراجها في روتينه اليومي , و بحفاظك على قراءة قصة يوميا لطفلك أثناء موعد نومه فانك تعلمه أهمية الكتاب و فوائد القراءة و باذن الله ستكبر معه هذه العادة شيئا فشيئا . 

ملاحظة : يمكنك اختيار بعض الأغاني الهادئة الجميلة من باب التغيير . أو تلاوة بعض الآيات القرآنية و تحصين النفس , ذلك يكون أفضل . فالطفل سرعان ما يمل ان لم يكن هناك تجديد و تنويع . اختاري ما يناسبك كل ليلة كي تحافظي على حماس و سعادة و راحة طفلك . و لكي تتمكني من تكوين شخصية ملمة بكل جوانب الحياة دنيويا و دينيا . خذي هذا بعين الاعتبار .

كيف نختار قصص ملائمة للمرحلة العمرية التي يمر بها أطفالنا ؟ :

بداية كلما كان الرضيع أصغر كلما زادت احتمالية تعلقه بالقراءة و تركيزه لسماع الدندينات و الآيات القرانية . فالرضيع في المرحلة الأولى من عمره أي منذ ولادته الى الثلاث أشهر تكون حاسة السمع عنده جيدة بل حادة جدا لذلك يرتاح و ينام اثر سماعه لأصوات هادئة و موسيقى خافتة . حتى أن بعض المختصين ينصحون بوضع بعض الأصوات التي تشبه ما كان الرضيع يسمعه في رحم أمه . ما عدا ذلك يمكنك اختيار القصص ذات الايقاع الهادئ المريح و القوافي المتجانسة .

ثم في مرحلة موالية , من ثلاثة أشهر الى الستة أشهر أنصحك بتلاوة القرآن بما أن طفلك كبر قليلا و يمكنه التمييز . اضافة الى انه يمكنك اختيار كتب تعبر عن العالم الخارجي فيها صور للحيوانات و الطبيعة و ما الى ذلك . الكتب التي تجمع بين ألوان و أصوات هي الأفضل .

ما بين الشهر السادس و التاسع اشتري كتب بسيطة ملونة و جذابة و اشيري الى الكلمات باصبعك دائما ليفهم أن الحرف الذي يراه مرتبط بالكلمة التي يسمعها . هذه مرحلة لا تقل أهمية عن غيرها حيث يكتشف الرضيع العالم عبر الفم . لذلك اختاري كتب قماشية أو ذات الغلاف الصلب و السميك من الصعب مضغه كي لا يؤذيه .

و الآن من التاسع الى السنة . فى هذه المرحلة يبدأ بفهم و ادراك و استيعاب ما يقال لذلك اختاري قصص ذات معنى . قصص أخلاقية تغرس القيم أو قصص معبرة تحمل دروس و عبر قيمة,  أو قصص ذات نهايات سعيدة مفرحة . انتبهي مهم جدا التوجيه لان بعد ذلك سيبدأ طفلك باختيار ما يقرأ أو ما يشاهد لوحده لذلك علميه منذ البداية أخلاقيات القراءة عند المسلم و ازرعي فيه قيمة الصدق و الأمانة و الثقة و اجتناب كل ماهو منافي للأخلاق.

و اخيرا ما بين السنة و السنتين هذه مرحلة التعداد و التنويع و الابتكار . بداية اختاري قصص مسلية ثم كتب تعليمية مليئة بالمفردات و المصطلحات ( أشكال, ألوان, حروف , أسماء …) . و بعد السنتين ستكتشفين الأشياء المحببة لديه ما ان يصبح قادرا على الكلام بطلاقة استغلي ذلك و ادفعيه الى التخمين و التفكير و صناعة نهايات للقصة أو طرح بعض الأسئلة . ذلك يعزز النطق لديه, بالاضافة الى اكتسابه زاد معرفي جيد و أيضا يتيح له الفرصة للتخيل و الابداع .

صحيح أن عادة القراءة من أفضل العادات التي يكتسبها الصغار و حتى الكبار ايضا وهي مفيدة في كل الأوقات . لكن يبقى وقت ما قبل النوم من أفضل الأوقات خاصة للأطفال ذلك يدفعهم للهدوء و الراحة بعد يوم شاق متعب . فمن واجب كل أب/أم الانتباه الى هذه العادة الذهبية و جعلها جزءا من الروتين اليومي و استغلال مميزات و مهارات كل فترة عمرية . الأمر يحتاج صبر و تضحية . 

 

في الختام , عزيزي القارئ أقترح عليك تطبيق”حكايات بالعربي” (عن تجربة شخصية) , بفضل هذا التطبيق أصبحت قراءة القصص من أفضل و أجمل الأوقات التي أقضيها مع طفلي , وجدت كل ما أحتاجه لتعديل سلوكه و تعليمه القيم و الدروس و ترسيخ حب القراءة و التعلق بالقصص في أي وقت مع طفلي , القصص داخل هذا التطبيق معبرة و ملفتة للانتباه اضافة الى أنها متنوعة و شاملة لجميع جوانب الحياة ستجد فيه ما يعجبك و ما يجذب طفلك حتما . اضافة الى أنه يوفر عليك شراء القصص يوميا . 

لكن استخدام التطبيقات و القصص الالكترونية لا يغني عن الكتب , فهي فقط من باب التنويع و التجديد و الاقتصادية في المصروف . لذلك عود طفلك على التوازن و خذه الى المكتبة ليختار قصصه بمفرده ,ذلك سيشجه و سيحمسه على التمسك بعادة القراءة . 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق