العناية بالطفل

كيف افطم طفلي من الرضاعة الطبيعية

تعتبر فترة الرضاعة الطبيعية من اهم المراحل التي يمر بها الطفل الرضيع و كذلك الام . فوائدها و قيمتها لا تعد و لا تحصى . اذ انها مزيج من الفيتامينات و المعادن التي يستحيل ايجادها او توفيرها او تعويضها بالحليب الاصطناعي .

فالرضاعة الطبيعية ليست فقط بناءة للجسم بل هي ذاك الرابط الوثيق الدي يخلق المشاعر الفطرية و الانسجام الروحي و العلاقة المتينة بينك و بين طفلك . و لهذا السبب يصعب على الام عملية الفطام التي تعتبر بدورها مرحلة انتقالية في حياة الطفل الرضيع ايضا .

صحيح ان مرحلة الفطام و كل ما يخص هذا الموضوع من اكثر المواقف الصعبة التي ستواجهينها خاصة مع رضيعك الاول لشدة التعلق ببعضكما، عديد الامور المحيرة تعتريكي … لكن لا تقلقي و لا تجعلي من مرحلة الفطام هاجسا او كابوسا او سببا في توترك و قلقك الذي سيؤثر سلبا على نفسيتك و كذلك طفلك و حتى الجو العائلي . تعاملي مع توقف طفلك عن الرضاعة بكل تفهم و حكمة و صبر.

ماهو السن المناسب لفطام الطفل من الرضاعة الطبيعية :

يعتبر السن المثالي للفطام من الرضاعة الطبيعية من العام و النصف الى العامين لان بعد بلوغ الرضيع سن العامين يصبح حليب الام لا فائدة منه .

لكن انظري عزيزتى ، موعد الفطام عادة ما يختلف من ثقافة الى اخرى و من ظرف الى اخر و من وضعية الى اخرى . بمعنى ان هناك من يعتقد انه في حالة وصول الطفل الى مرحلة قدرته على اكل الوجبات التي ستوفر له كل متطلباته الصحية فورا يسارعون في الفطام حتى من عمر الستة اشهر . و هناك من تؤمن باتمام الرضاعة للعامين و ترغب في ذلك لمصلحة طفلها دون معرقلات فكما ورد في النص القراني . قال تعالى “و الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة “

هدا ما يخص المعتقد . اما بالنسبة للظرف و الوضعية فهناك من تتدهور صحتها مما يقتضي توقفها عن الرضاعة لدواعي صحية . بذلك تضطر للفطام غصبا .او عودتها للعمل و غيرها من الظروف الصحية او النفسية او الاسرية …

قبل حلول موعد الفطام يمكنك اتباع قاعدة الفطام التدريجي  -سافصل دلك لاحقا- قبل اتخاذ القرار باشهر يصبح طفلك قادرا على تناول الوجبات الصحية و المتوازنة و المتكاملة حيث يكتسب متطلباته من خلال هذه الوجبات هنا عليك التقليل . من هدا السن عليك استغلال الفرصة و خلق نظام غدائي يجمع الوجبات الصحية مع الرضعات المتباعدة استعداد للفطام النهائي.

كيف يمكن فطم الطفل عن الرضاعة الطبيعية بدون توتر او ضغط :

 تحتاج مرحلة الفطام الى صبر و جهد و حكمة ايضا , فمهما كان الامر صعبا حوليه الى رحلة استمتاع و لعب و حب بينك و بين طفلك . ساقدم لك بعض الخطوات لعلها تساعدك في هذه الرحلة :

1/ بداية استغلي فرصة قدرة رضيعك على الاكل و اضيفي اليه الحليب كامل الدسم مع التقليل من الرصاعات . بمعنى ابدئي تدريجيا بتقليل عدد الرضاعات اليومية و طولها خاصة في الليل.

2/ نوعي من الاكلات الصحية و تفنني في تزيين الاطباق لطفلك على اشكال و الوان مختلفة لكي تضمني شبعه بوجبته كاملة و لا تضطري لارضاعه .

3/ في حالة اصرار طفلك الرضيع على الرضاعات -الثانوية – قومي بتسليته و الهائه باللعب او الخروج من المنزل .. لكن تاكدي ان يكون شبعان و مرتوي جيدا . حتى يدرك ان الرضاعة اصبح لها موعد محدد ليست متى اراد ذلك.

4/ عند اقتراب الموعد , يجب عليك تقليل من طول و عدد الرضاعات اليومية لمدة لا باس بها حسب شخصية طفلك و مدى استعداده للفطام . فمثلا اخذفي جلسة رضاعة واحدة لمدة اسبوع و عوضيها بوجبة اكل او حتى لمجة مفيدة (snake) ثم الجلسة الثانية بعد مرور اسبوع دخولا في الاسبوع الثاني و هكذا …

5/ أثناء النوم حاولي استبدال الرضاعة بالهز او البدء بعادة قراءة القصص(من اهم العادات التي يجب عليك الالتزام بها) او الغناء او ترتيل ايات القران التي تشعر الطفل بالراحة و النوم الهنئ (عن تجربة) حتى انها فرصة جيدة للبدء تطبيق روتين النوم من حمام دافئ و ارتداء ملابس النوم(البيجاما)  و ان لم تجدي نفعا كل تلك الاقتراحات , دعي والده يتولى مهمة تنويمه حتى في ايام العطل كي يعتاد الطفل على ابتعادك عنه في بعض المرات .

بعض النصائح لرحلة فطام هادئة:  

* قد تقرر بعض الامهات الى اللجوء الى الفطام المبكر لاسباب خاصة منها العمل مثلا. لدلك انبهك عزيزتي من امكانية اصابة طفلك بالحساسية من حليب الابقار الدي سيشربه في المقابل او حتى انه يجب عليك الانتباه للحليب الاصطناعي ايضا الذي يمكن ان يسبب في اصابات خطيرة كالسكر في الدم او امراض السرطان لاحتواء الحليب الصناعي على مواد و معادن ثقيلة التي من شانها ان تشكل عبئا على معدة الطفل الصغير و مشكلة في عملية الهضم التي تسبب التهابات تؤدي الى اورام خبيثة على المدى البعيد لا سمح الله.

*انتبهي الى مرحلة التسنين التي غالبا ما توافق مرحلة الفطام و حاولي التوفيق بينهما و الانتباه الى صحة طفلك و نفسيته ايضا.

*اعلمي يا غاليتي ان مرحلة الفطام جد حساسة فهي مرحلة انتقالية و صعبة بالنسبة لكي و لطفلك لذلك انصحك ان تتعاملي معها بكل هدوء و صبر و لا تجعلي طفلك يشعر ببعدك عنه .

حاولي تعويض جلسات الرضاعة المعتادة الى فيض من المشاعر الجياشة من الحب و المزيد من القبلات و الاحتضان المتكرر و الحنان و التفرغ لرعايته و الاهتمام به قدر الامكان حتى لا يشعر بفارق كبير في تعاملك معه او بعدك عنه او اهمالك له .

*انصحك بالفطام التدريجي ووضع خطة عملية حسب ظروفك و حالة طفلك و بمساعدة ما قدمته لك و باستشارة طبيبك الذي سيكون اكثر دراية عن صحة طفلك و شخصيته . و التزمي بها

*الفطام المفاجئ من القرارات الاضطرارية, قد تسبب عدة مشاكل على الصحة و النفسية لكلا الطرفين و قد يمر الامر طبيعي و عادي , حسب شخصية الطفل و مدى استعداده للفطام . لذلك تهيئي لكل الاحتمالات 

*ارتدي ملابس مغلقة حتى يتسنى لطفلك النسيان سريعا

و اخيرا , هناك اطفال سرعان ما يتاقلمون و يعتادون على الوضع و يستمتعون بالاكلات الشهية الجدبدة و ينشغلون باللعب و اكتشاف العالم من حولهم هؤلاء يسهل فطامهم دون معاناة ذلك لان نفسيتهم مستعدة و جاهزة للانفصال عن الام . و اخرون من تصعب عليهم ترك الرضاعة , هؤلاء تسغرق عملية الفطام شهورا و على الام التحلي بالصبر و مواجهة الصعوبات بحكمة و هدوء .

الله المستعان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق