العناية بالطفل

أهمية مهارة التواصل الاجتماعي لدى الأطفال و كيفية تنميتها

يولد الطفل صفحة بيضاء , كلما كبر كلما زادت مهاراته و نمت قدراته . المهارات و القدرات هي التي ستحدد مصير الطفل المساقبلي في كل الميادين سواء كان في الدراسة او في العمل او في العلاقات العامة او حتى في العائلة . هي التي تمكنه من اثبات ذاته و تكوين شخصيته , على اختلافها و مدى تأثيرها .

موضوع المهارات و أيضا المبادئ و الاخلاقيات… من اهم ما يشد كل أب و أم و كل مربي . كل شخص يتمنى ان يكون طفله متزن و قادر على اكتساب مهارات متميزة تجعله افضل و متسم بقيم و اخلاقيات لا ينحاز عنها حتى يتمكن من عيش حياة كريمة و كسب رضا و توفيق و بركة من الله عزوجل .

لذلك قررت تجهيز سلسلة متكونة من مجموعة مقالات سهلة و مميزة عن كيفية اكتساب و تنمية المهارات الحياتية لدى الطفل . و سنبدأ اليوم بأول مهارة الا وهي مهارة التواصل الاحتماعي .

صنف المختصين على أن مهارة التواصل الاجتماعي للاطفال من أهم المهارات التي يجب تدريب الطفل عليها و تنميتها و تعزيزها لديه بما أن فطرته السليمة تقتضي تواصله و احتكاكه بالمجتمع .

فوائد و أهمية مهارة التواصل الاجتماعي لدى الطفل :

شخصية الطفل الاجتماعية تبنى خطوة بخطوة على عدة مراحل حسب عمره .فكلما بدأنا بتنميتها و تعزيزها أبكر كلما لاحظنا النتائج و الفوائد أفضل و أسرع . من فوائد تطوير مهارة التواصل الاجتماعي لدى الطفل :

  • كلما كان التعليم ابكر كلما زادت جاهزيته للخروج و التواصل مع الناس و قضاء وقت ممتع معهم أسرع .
  • تطوير هذه المهارة تتيح له الفرصة لكسب صداقات
  • اهميتها تتمثل في الحصول على مستقبل اكثر وضوح و تميزا و كسب فرص اكثر . فالشخص الاجتماعي هو الذي يستطيع الحديث مع الناس بانسجام و مروءة و الانخراط في الجمعيات او المنظمات التي ستؤهله للفوز بمنح او فرص ثمينة و هذه بسبب قدرته على الحديث و التخاطب و التعبير بطريقة حضارية و متقنة .
  • العلاقات من الامور الضرورية و ايجادة طفلك لمهارة التواصل تجعله شخصا محبوبا اجتماعيا
  • القدرة على الدفاع عن النفس و الشجاعة و حل المشاكل و فك النزاعات

الطفل الاجتماعي له عدة مميزات و خصال يفتقر لها الشخص الانطوائي الذي من المحتمل جدا ان يتعرض لمشاكل تعاطي المخدرات و قضايا العلاقات و المشاكل القانونية لاته لا يستطيع التحدث الى الاخرين و لا يستطيع التمييز بين الصديق الصالح و بين غيره و ما الى ذلك . حتى ان الدراسات اثبتت ان الشخص الانطوائي يكون عرصة للاصابة بالتوتر و الاحباط المستمر و له عادة التواكل و الاعتماد على خدمات الاخرين .

مهم حدا ان تتطور و تنمو هذه المهارة بشكل صحيح و بقواعد صلبة سليمة حتى يسير الطفل في المسار الصحيح . التربية فعلا تحتاج الى رعاية تامة و عناية فائقة و حكمة شديدة و خاصة فيما يخص المهارات و تطوير الشخصية.

كيفية تنمية مهارة التواصل الاجتماعي لدى الطفل :

تبينا في الفقرة السابقة اهمية مهارة التواصل الاجتماعي و تأثيراتها على شخصية الطفل سواء كان على المدى القريب او البعيد . لكن الاهم هو يا ترى كيف يمكننا تطوير و تنمية هذه المهارة ؟

سنعرض عليك بعض الخطوات العملية التي تحتاج الى تكثيف و تكرار لتتجلى نتائجها , لكن قبل ذلك أأكد لك ان لكل طفل شخصية مغينة خاصة به و اسلوب خاص في تعليمه و التعامل معه , افكارنا و معلوماتنا ماهي الا طرف الخيط ليتضح لك الطريق الصحيح , انسجي على منوالك ما يتناسب معك و مع طفلك , خذي الافكار تعلمي نوري عقلك ثم طبقي حسب طبيعة طفلك و ظروفك …

و الآن , ماهي الخطوات التي علينا اتباعها لتطوير مهارة التواصل الاجتماعي لدى الاطفال :

اولا, الحوار و الحديث :

فلنتفق بداية على الان الطفل في بداية مراحله الاولى يفتقر الى مخزون لغوي يكفيه للتعامل و التواصل مع الاخرين لذلك تنتابه مشاعر الخوف و الحذر و غيرها .

لهذا السبب يجب التواصل و الحديث معه كثيرا كثيرا منذ صغره . وهذه أهم خطوة لتنمية مهارة التواصل الاجتماعي . تحذثي مع طفلك طول الوقت عن ابسط و ادق و اتفه التفاصيل مثلا عن الطبخ و المأكولات و الادوات , عن المنزل و الغرف و الثياب , عن العائلة و الاقارب و الزيارات , عن الشارع و الحدائق و المنتزهات و المتاجر … كل شئ  و ستتفاجئين بالمحصول اللغوي المخزن داخله .

لا تنسي ان تدريب و تعليم الاطفال قائم على أسلوب التكرار , كرري المفردات و الجمل و الصيغ الصحيح و المسميات حتى تترسخ في ذهنه فالطفل سريع النسيان لذلك استغلي هذه النقطة و دعيه ينسى كل ما تعرض اليه من ألفاظ او عادات سيئة و رسخي في ذاكرته ما يحتاجه ليكون ماهرا في الخروج و التواصل مع الاخرين بقوة و ثقة .

بهذه الطريقة يكتسب الطفل الثقة و القدرة او حتى انه يمكننا تسميتها الجرأة للخروج الى العالم الخارجي للحديث و التواصل و التعبير بطريقته و اسلوبه الخاص . لذلك من المهم التركيز على جانب اللغة و الحوار و التكرار ايضا ,حتى و ان لم يفهم كلامك .

ثانيا , التواصل البصري :

من خلال الطريقة الصحيحة لحوارنا مع الطفل سيتعلم انها هي نفسها الطريقة السليمة للتواصل مع الاخرين . علمي طفلك ان ينظر في عيني المتحدث و يصغي و يستمع اليه جيدا و ان نكون في وضعية و جلسة محترمة و ان نرتدي هنداما يليق بالمقابلة و ينم عن اخلاقياتنا في التعامل مع الاخرين . مثلا في المدرسة يجب ان تكون ملابسنا او الزي المدرسي نظيف و محترم و الهندام لائق … و ما الى ذلك من الممارسات الحياتية الرسمية . كل ذلك يجب توضيحه للاطفال و عدم التساهل فيه .

لذلك تدريب الطفل على مثل هذه العادات او التمرين و على رأسها التواصل البصري مهمة جدا لكي يعتاد على مثل هذه القواعد الاساسية البسيطة التي تؤهله للتواصل مع الاخرين و ان يحظى بقبول و ترحيب من الطرف الاخر . و كل ذلك سيكسب الطفل خلق احترام نفسه و احترام الاخرين .

ثالثا , الايماءات الحركية :

طريقة جد مفيدة لتعليم الطفل التواصل كبداية .مثلا عند الدخول الى مكان ما يجب القاء التحية بتلويح اليد او ببعض الكلمات مثل السلام عليكم او مرحبا , و ايضا هز الرأس للتعبير عن موافقته او رفضه لشئ معين . هذه خطوات مبدئية . ثم التدرج شيئا فشيئا لتعليمه الاعتذار و الطلب باسلوب لبق و مؤدب كقول من فضلك او لو سمحت . و غيرها من المفردات المناسبة للمكان المناسب في التوقيت المناسب ايضا .

اريد الاشارة الى نقطة مهمة , ابداء الاحترام لطفلك سينجر عنه احتراما لك و تقليدك , لذلك لا تسخري و لا تهملي احاديث طفلك و كلامه , بل شجعيه على التواصل و مزيد الحديث و اشرحي له المفردات الجديدة . و بذلك سيتعلم اداب الاحترام التي سبق و ان قلنا انه سر التواصل الاجتماعي الناجح .

رابعا , اللعب :

من اسرع الطرق لتعليم الاطفال هي اللعب معهم . كل نوع من الالعاب لغاية معينة , و الدليل هو انه يوجد العاب خاصة لتقوية التركيز و العاب لتقوية العضلات الجسدية و العاب تعليمية … و غيرها . ما نحتاجه الان هو ألعاب تساعدنا على تطوير مهارة التواصل مع الاخرين لدى الاطفال لذلك صنف المختصين على ان اللعب القائمة على تبادل او تقمص الادوار هي من اكثر الالعاب التي تعزز و تنمي هذه المهارة .

مثلا لعب المسرحيات او اللعب بالدمى و انتحال احد الشخصيات او اللعب مع مجموعة اصدقاء و تقمص شخصيات المعلم و التلاميذ او الطبيب و المريض و ما الى ذلك .

قديما كانت هذه الالعاب من أكثر الالعاب التي يحبها الاطفال و كانوا يستمتعون جدا بانتحال شخصيات مرمووفة كالطبيب و المعلم و الاب و غيرها . و هذا ما يزيد الاطفال تعلقا ببعضم و رغبة منهم في اللعب الجماعي مجددا و مجددا . و هذا ينقلنا الى الخطوة الموالية في تطوير مهارة التواصل الاجتماعي لدى الاطفال .

خامسا , الخروج للتفسح و الزيارات و الالعاب الجماعية :

عادة الخروج من المنزل للترفيه و التفسح مهمة جدا لتجديد النشاط و لانعاش النفسية ليس للاطفال فقط و انما للكبار ايضا . فخروج الطفل من المنزل الى الحدائق او المنتزهات او مدن الالعاب او حتى المطاعم و النوادي … يجبره على الاحتكاك و التواصل مع الاخرين .

لذلك احرصي على الخروج مع طفلك من حين الى اخر حتى يعتاد على الاجواء الخارجية و على الشوارع و السيارات و الناس , مما يسهل عليه تقبلهم و التواصل معهم بطريقة صحيحة و سهلة في المستقبل

تلعب الزيارات و التجمعات العائلية دورا مهما في تعزيز و تنمية مهارة التواصل الاجتماعي لدى الطفل . اذ تساهم في تطوير مهارة الحوار لديه و تدفعة الى الانسجام في الالعاب الجماعية كاللعب بالكرة و لعبة الكراسي او غيرها من الالعاب الجماعية المفيدة التي تزرع في نفسه الثقة و القبول و احترام الاخر .

و يكون بذلك جاهزا للاشتراك في النوادي و الجمعيات و الخروج في رحلات … و المشاركة في الحياة الاجتماعية بصفة عامة .

بعض التمارين للاطفال لتطوير مهارة التواصل الاجتماعي :

  • علميه ان يصغي و يستمع للاخرين عندما يتحدثون
  • علميه التواصل البصري و لغة الجسد و بعض الحركات التي تساعده على التواصل و شرح رايه بطريقة مقنعة و صحيحة
  • الوجوه التعبيرية و القدرة على التعبير عن المشاعر او فهم مشاعر الاخرين ,  قاعدة اساسية يجب ان يتعلمها الطفل كي يكون شخصا اجتماعيا ناجحا و محبوبا
  • علمي طفلك الاعتذار و احترام اراء الاخرين و ان لكل شخص رأيه الخاص يجب ان نحترمه و لا نتعداه و ان حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية غيرنا و ايضا يجب علينا احترام تبادل الادوار مثلما نحن اخذنا وقتا الكافي للافصاح عن رأينا يجب ترك مساحة للاخر للحديث
  • علمي طفلك ان يتحدث بلغة واضحة و مفهومة و ان يفصح دائما عن موضوع الحديث دون غموض او تلميحات .
  • استعيني بالصور لتسهيل تسلسل الاحداث و اروي له دائما قصص معبرة عن الاحترام و الحوار الناجح و اهمية التواصل مع المجتمع و غيرها , او افلاما كرتونية . مما تساعدك على ايصال الرسالة .

مهارة التواصل الاجتماعي من اهم المهارات التي تضمن للطفل قبوله و انسجامه في الوسط الاجتماعي . لذلك من المهم تعليمه و تدريبه عليها بالطريقة الصحيحة و الطفولية ان صح التعبير  . لا تفرضي عليه اي شئ لا يحبه و استعملي معه اسلوب التكرار و المحاولات المستمرة و المتجددة و التشجيعات و المكافئات و كوني قدوة في الاخلاق و احترام الاخرين بالالفاظ اللبقة و المحترمة و بتوفير البيئة الصالحة داخل البيت فهو المنطلق .

طاقة الاستعاب و التطبيق لدى الاطفال ضعيفة , ان لم تجدي المحاولات نفعا دعيه و اعيدي المحاولة مرة اخرى , علما و  ان دور الحضانة و الروضات و المدارس لها دورا كبيرا في تنمية و تطوير هذه المهارة , لا تقلقي  . مؤكد لن يضيع الله تعبك سدا و سينجح طفلك في ان يكون شخصا اجتماعيا محبوبا باذن الله .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق