العناية بالطفل

ألعاب مناسبة للأطفال في أول السنتين

تربية الأطفال تشبه كثيرا تدريب الرياضي حيث أن كل أداة جديدة تقدم اليهم خلال مرحلة محددة من عمرهم , تساهم في تطورهم البدني و الذهني أيضا . كذلك الطفل اللعب بالنسبة اليه شغله الشاغل , به يتمكن من فهم و ادراك ما حوله بشكل أسرع و أوضح و أضبط . فاللعب أساس تعلم الطفل فهو الذي ينمي مهاراته بشكل غير مباشر.

عزيزي القارئ ان كنت أب أو أم و حتى مربي , عليك بفهم حاجيات الطفل الأساسية . فاللعب ليس فقط للترفيه بل هو للتعلم أيضا . لذلك من واجبنا الحرص و الاهتمام بأطفالنا و خاصة بتوجيه طريقة لعبهم و بالانتباه الى الالعاب التي يلعبون بها . لذلك سأحاول اليوم تقديم مجموعة من الألعاب المناسبة للأطفال في السنتين الأولتين من عمرهم, تكون مسلية غاية الترفيه و ايضا تعليميىة لتنمية المهارات و القدرات .

ألعاب لعمر السنتين : 

الألعاب الموسيقة أو اللعب الاستكشافية التي تكون ذات أحجام متوسطة . فيها أشكال و ألوان و أصوات مختلفة و كذلك أزرار جذابة , يقوم الطفل الصغير بالضغط على الزر يسمع أصوات موسيقية أو أصوات حيوانات أو يخرج الحيوان من مخبئه …

لمثل هذه الألعاب فوائد كثيرة : أولا يتمكن الطفل من تعزيز حاسة السمع و تمييز الأصوات المختلفة التي تخرج من اللعبة . ثانيا يتمكن الطفل من تعلم الأشكال و الألوان الموجودة باللعبة . ثالثا في مراحل متقدمة يتمكن الطفل من التركيز أكثر على الألوان و بالتالي يمكنك اختباره على سبيل المثال ” هيا يا ماما ااخرج لي الأشكال الصادرة من اللون الازرق و اللون الاخضر “… حينها ستتركز الحواس ( المخ و الذاكرة …) على هذين اللونين . و ما الى ذلك من طرق اللعب و التعليم بمثل هذه اللعب . فيصبح الطفل قادرا على ادراك مفاهيم الحياة شيئا فشيئا .

المكعبات : من أفضل و أحسن اللعب الترفيهية التعليمية . يتواجد العديد و العديد من الأشكال و الألوان و الأحجام المختلفة للمكعبات . فهي من اللعب الأكثر تسلية و استمتاعا لتعدد وظائفها و أيضا هي لعبة تعليمية لا مثيل لها . اقتني مكعبات بسيطة في البداية مكتوب عليها أحرف و أسماء حيث يتمكن هذا الطفل المستكشف من تهجي الحروف و يتعلم الأسماء بسرعة أكبر . فمثلا ” حرف الباء : بطة بقرة بجعة باب …” و ما الى ذلك من بقية الحروف الأبجدية و مسمياتها . ثم تصبح المكعبات مجال توسع مدارك الاختراع و الابتكار حيث بها يتمكن الطفل من صنع بيت او جبل او قلعة و ما الى ذلك . من الفوائد السلوكية أيضا لمثل هذه الألعاب هو تمتع الطفل في هذه الأوقات بالراحة و التركيز و السعي الى اختراع شئ مبهر و بذلك يتعزز سلوك الهدوء و المكوث بتركيز و العمل اليدوي النافع .

و هذا ما تحتاجه الأم و بشدة, لتتمكن من تأدية واجباتها المنزلية في اطمئنان و في الوقت المخصص لطفلها تجد مجالا واسعا لتفتح له الأبواب للاكتشاف و التسلية أكثر . بالاضافة الى مهارة حل المشاكل و الصعوبات و مهارة الاستقلالية الذي يكتسبها الطفل بفضل هذا النوع من الألعاب , فهو المصمم و المبدع الذي يتخذ القرار بمفرده , و مهارة التحكم حيث تحتاج المكعبات الى جهد للتركيب و التفكيك . و ما الى ذلك ..

اللعب بالكرة و البلونات : الكرة من أكثر الألعاب التي يحبها الأطفال في هذا العمر خاصة الذكور . فللكرة عدة فوائد أبرزها: تقوية العضلات و تعزيز النشاط و الحركية و ادراك عدة مفاهيم من قبيل ” هيا ارمي, اقذف , أسرع , أحسنت , أقوى , الى اليمين , الى اليسار , أعلى , انظر ها انا هنا , بالساق اليمين , ارمها بيديك , هيا احضر الكرة الى هنا …” و يال البهجة و السرور ان كان اللعب بالكرة في مجال واسع كالحديقة و غيرها , تكون بذلك مساحة الاستمتاع و النشاط و الفائدة أكبر .

اضف الى ذلك البلونات التي يحبها الأطفال الصغار كثيرا , كما أنها تساعد على التركيز و التمييز بين الالوان و الاتجاهات التي تطير صوبها البلونة . و لا بأس ان تعلمنا اللعب بالفقاقيع ان كان المجال يسمح حيث يزيد الجو متعة و افادة لا مثيل لها .

كل تلك المقترحات ليست للعب و التعلم فقط بل هي من أنجع الطرق لتقوية العلاقة بين أفراد الأسرة حينما يشارك الأبوان اللعب و التعلم مع أطفالهم , حقا هي كنوز لا تقدر بثمن بالنسبة للطفل , و هذا كل ما يحتاجه لاشباع حاجاته النفسية من حب و اهتمام و أثر طيب يبقى في ذاكرته مدى حياته . لن تشتكي من تذمر طفلك ابدا و لا من سلوكياته المزعجة  .

و لا مانع – في فترة متقدمة قليلا – من اللعب الحركي الجماعي الذي يسمح للطفل بالتخيل و تصوير مشاهد و قصص كاملة بالألعاب أو مع أصدقائه أو مع أفراد الأسرة . أنصحكم أيضا بتعليم أطفالكم في فترة متقدمة اللعب بالكراسي الذي يعمل على تكريس النشاط و الانتباه و الفطنة , أو القراءة التي تعتبر من أهم المواهب التي يمكن للطفل اكتسابها و تنميتها و التي لها فوائد و منافع لا تحصى و لا تعد . فالقراءة مجال للتسلية و للاستمتاع من جهة و للتعلم و التخيل و تحسين التعبير و الابداع من جهة اخرى . اكتساب عادات ايجابية جديدة يحتاج الى الكثير من الجهد و الوقت , لكن الحرص و الالتزام و الرغبة في تكوين شخصيات ناجحة قوية مستقلة ذات قدرات و مواهب عالية , يهون علينا مشقة الرحلة . فالقراءة كنز خسر من لم يكرس في طفله حب القراءة منذ الصغر , هو مجهود يبذله الوالدين في السنوات الأولى حتى يشعر الطفل بالحب و التعلق بعادة القراءة التي سيحصد ثمارها عند كبره بداية من دخوله الى المدرسة .

خلاصة القول, الألعاب المناسبة لهذه الفترة العمرية متوفرة في كل المحلات المخصصة لألعاب الأطفال. و هناك عدة خيارات و مقترحات اخرى متوفرة . اختر ما يناسب شخصية طفلك و حاجياته و مادياتك . اذ يمكن أيضا صناعة ألعاب يدوية في البيت بذلك تعم الافادة للجميع .

في النهاية أريد أن أأكد عل أن دور الأسرة مهم جدا في بناء شخصية الطفل بداية من اللعب معهم و مشاركتهم اسعد أوقاتهم وصولا الى توجيههم و الحرص على أن نكون قدوة لهم . فمثلا الطفل الذي يرى أمه تصنع له لعبه بيديها في البيت انه لأمر كبير و عظيم بالنسبة له , أولا سيزداد رابط الحب و الشغف بينهما , ثانيا ستتعزز لديهما موهبة العمل اليدوي و الابتكار و خاصة للطفل , و ثالثا يصبح الطفل اكثر حفاظا على العابه و يدرك أهمية ممتلكاته و بالتالي يستعلم تقدير مجهودات الآخرين تقدير الأمور المادية مستقبلا.

فلنركز على مثل هذه النقاط المهمة و لنسعى الى تزويد أطفالنا بقدر كاف من المساحات و الألعاب لاخراج و اكتشاف مهاراتهم و قدراتهم في الفترة ما قبل المدرسة اي من الولادة الى ستة سنوات حيث يأخذ الطفل في هذه المرحلة أكبر قدر من المعارف و المعلومات الموجودة حوله فيصبح قادرا على الاستيعاب و الادراك أكثر . لذلك فلنعمل على توجبه و تقويم و تعزيز هذه القدرات بما يفيد و يمتع أطفالنا .

اسال الله العلم النافع و الفائدة و السعادة للابوين مع أطفالهم .

ألعاب الصغارنشاط تنمية قدرات الأطفال الصغارألعاب مفيدة للأطفال سن السنتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق