العناية بالطفل

فوائد الطقس البارد على الأطفال

كثيرا من الناس يعتقد أن المكوث بالبيت في فصل الشتاء و اشعال المدفئة و احتساء الشراب الساخن هو الروتين و النظام الأفضل و الأنسب بالنسبة لهم في ظل تلك الاجواء القارسة .

أما بخصوص الأطفال فهو أمر مسلم بديهي لا تراجع فيه خصوصا للصغار جدا في السن أو الرضع .ممنوع منعا باتا اخراجهم في هذا الطقس البارد ! هذا هو المعتقد السائد و هذا ما توارثناه جيلا بعد جيل .  فغالبا ما يلجأ الأولياء و تحديدا الأمهات الى المكوث طوال الوقت في المنزل و منع أطفالهم من الخروج أو اللعب أو حتى المشي بالخارج خوفا عليهم من اصابتهم بالزكام و نزلات البرد , كذا الأمر بالنسبة للآباء حيث تراهم يلقون الأوامر بعد اخراج الأطفال أبدا. ترى هل حقا لا يجب أن نخرج أطفالنا من المنزل في الطقس البارد , أم لهذا الطقس فوائد لهم و لنا ؟ 

فوائد الطقس البارد للأطفال : 

في الحقيقة رأي الخبراء يعارض المعتقد السائد بشدة . فالمكوث في البيت لمدة طويلة سرعان ما يخلق أمراضا عضوية و خاصة نفسية لك و لطفلك .

و اليوم سنعدد فوائد الطقس البارد بالنسبة للأطفال لكن بداية أود التحذير من المبالغة في البقاء في الخارج . فصحيح أنه مهم جدا بالنسبة للأطفال استنشاقهم للهواد البارد أو اللعب و المشي بالخارج الا أنه يجب أن يكون بشكل معتدل في أوقات معينة و في طقس معتدل و في أجواء مقبولة .

أولا , يظن الكثير من الناس ان نزلات البرد تحدث بسبب الطقس البارد جدا الا ذلك غير صحيح , بل هي بسبب الفيروسات و البكتيريا . أضف الى أن النسمات الباردة لها تأثيرات ايجابية على الشعب الهوائية و الجهاز التنفسي . لكن لوقت محدود .

ثانيا , النشاط و الحركة و المزاج الجيد :الخروج و قضاء الشؤون في فصل الشتاء أمر صعب خاصة على الأطفال حيث تتهاطل الأمطار و الثلوج و تتمايل النسمات الباردة الشتوية . لذلك يجب اختيار اليوم المناسب الذي يكون فيه الطقس معتدل و الخروج للمشي أو لقضاء الحاجيات . فالانسان بصفة عامة و خاصة الاطفال يحتاجون الى تحريك الدورة الدموية باستمرار و هم الفئة الأكبر التي تحتاج الى الحركة و اللعب و الجري و النشاط , كل تلك مسببات في افراز هرمون السعادة . و بالتالي فان المشي في الهواء الطلق يحسن الحالة المزاجية جدا , خاصة بعد مدة طويلة من المكوث في البيت .

ثالثا , اكتساب مهارات و مفاهيم جديدة : فالأطفال في عمر ما فوق الأربع سنوات ينمو لديه حب الاكتشاف و التعرف و السؤال. اذا فالاجواء الشتوية مجال لتعلم عدة مفاهيم كالحذاء الصلب و المختلف و المعطف الضخم الدافي و القفازات و القبعة الصوفية …و اكتساب عدة مهارات كتقوية العضلات للعب بالثلوج و ما الى ذلك من الألعاب المختلفة في فصل الشتاء التي يمارسها الطفل ما أصدقائه و جيرانه أو يبتكرها لوحده . فالملل يحد من الحركة و يقتل حس الابتكار و الاختراع بالنسبة الى الطفل و تخلق لديه سلوكيات مزعجة اذا طالت عليه المدة . اذ أنه يصبح مدركا و متأقلما مع التغييرات التي تحصل من حوله .

اخيرا اللعب و المشي المنظم في الهواء الطلق يساعد الأطفال و خاصة منهم في مرحلة الدراسة على التركيز أكثر . بالاضافة الى ان الحركة تعتبر الحافز الكبير على التنفس العميق الذي يملأ الجسم بأكبر قدر من الاكسجين , فان قلة الحركة و البقاء في المنزل يجعل من التنفس سطحي غير كاف, بذلك تتعكر الحالة الصحية و المزاجية أكثر و تزيد حالات الاكتئاب و العصبية عند الصغار و الكبار . مقابل ذلك فان نقاء الهواء البارد و توافر الاكسجين فيه يساعد على النوم الجيد في الليل و استقرار الهرمونات البيولوجية في الجسم و الدماغ . 

خلاصة القول ان الحركة و النشاط باللعب او بالمشي او حتى الخروج لقضاء الشؤون امر مهم جدا بالنسبة للكبار و الصغار و ان تعسر في بعض الأوقات لشدة البرودة في عدة بقاع على الكرة الأرضية .

لذلك نصيحتي اليك, اختار الوقت و المناخ المناسب و اعدي العدة من ملابس دافئة تحمي جسم طفلك و خصصي له مدة معينة للحركة و اللعب و الابتكار و الشعور بالسعادة و الانشراح . فالمكوث و البقاء في البيت لمدة طويلة من أكبر مسببات الكسل و الخمول و الادمان على التكنولوجيا و العصبية المفرطة . لذلك اسعي لتحقيق التوازن و الاعتدال . و لا تخشي البرد. فهلا توقفنا عن الايمان بهذا المعتقد الخاطئ !

اسال الله الحماية و السعادة لكل الأطفال في كل مكتن و زمان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق